بطل افلام هاري بوتر لـ"الرجل" سأرتبط بامرأة تكبرني بعشرين عام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] NextPreviousدانيال رادكليف عرف الشهرة لأكثر من نصف سنوات حياته . وفي الرابعة والعشرين من عمره ربما يعدّ احد اغنى الممثلين الشباب في المملكة المتحدة من خلال ما حققه من ادائه دور هاري بوتر في سلسلة أفلام مقتبسة من روايات الكاتبة جي كي رولنغ. وقد تظن انه سيرضى بأخذ استراحة والتمتع بثمار عمله الشاق، كالقيام برحلة بحرية حول العالم، أو تعلم الرسم أو الحصول على شهادة جامعية، لكنك مخطئ.
دانيال رادكليف يبذل القدر نفسه من الجهد بل وأكثر مما بذله في اي وقت مضى ويخصص لأسابيع تسعين ساعة في تصوير الأفلام. لكن الفرق الكبير هذه الايام هو ان نوعية الأدوار التي تعرض عليه هي أكبر بكثير. إضافة الى ذلك فهو يتوق الى ترك صورته في دور هاري بوتر، ليصبح معروفاً لدى جمهور أوسع في جملة أدوار مختلفة.
المقابلة مع هذا الشاب اللندني ممتعة، فهو ودود ولطيف دائماً ولا يظهر عليه التعب خلال طرح الأسئلة عليه عن نفسه وعن مهنته. بل بالعكس فهو حريص على الإرضاء وإبداء امتنانه العميق كلما تحدثت عن دوره في هاري بوتر. وهو شارك مؤخراً في مسرحية The Cripple Of Inishmaanعلى مسرح ويست إند بالعاصمة البريطانية لندن. وفي احدث افلامه kill your Darlingsيجسّد دور شاعر الأربعينات من القرن الماضي ألين جين سبيرغ قبل ان يسمع به احد.
يقول لي "لا اعتقد أني تصورت ان يكون الانتقال من هاري بوتر سهلاً. إنها عملية مستمرة وفي الواقع هذا شيء أتمتع به حقاً. وأنا محظوظ لكون الناس يتيحون لي الفرص كي أبين لهم نطاق ما بإمكاني القيام به وأقدم المزيد منه. لم تكن هناك أبداً استراتيجية ولا عندي خطة. وإنما عندي مبادئ فقط وهي العمل مع من ستتعلم منهم ولا تحاول تكرار نفسك. وأهم خطوة اتخذتها كانت قيامي بدور هاري بوتر حين كنت في العاشرة من العمر، ويلي ذلك حصولي على دور في kill your Darlings.
واعتقد أني أرسلت رسالة الى الناس في صناعة السينما، بأني لست مستعداً بعد للتوقف عن العمل والاكتفاء بما حققت واني أريد القيام بأفضل ما بوسعي في عملي. وكانت تلك إشارة مهمة أرسلتها مبكراً كما أني محظوظ في ان الناس يتيحون لي الفرص الواحدة تلو الأخرى لأقوم بكل هذه الأدوار المختلفة، وأنا اتمتع بهذا فعلاً الآن"
إن كون دانيال – وهو الطفل الوحيد لأبويه – ولد لأم تعمل وكيلة ممثلين وأب يعمل وكيلاً أدبياً، يمكن ان يكون هو السبب في كونه رزيناً جداً. فهو متواضع في عاداته ويبدو من غير المحتمل بعد الان ان نقرأ عنه انه خرج مخموراً من ناد ليلي أو كان في مشادّة أوعراك مع مصورين للمشاهير (الباباراتزي). فهو جاد للغاية فيما يخص العمل، مع كونه شخصاً مرحاً بشكل غير عادي. وهو حالياً في علاقة حميمة مع امرأة أكبر منه سناً بكثير، بعد ان ظلل اكثر من سنة يخرج مع مصمّمة مشاهد الفيلم التي عملت معه في فيلم هاري بوتر ،لكنه اليوم لا يريد ان يتحدث عن هذا الموضوع. وحين تسنح له فرصة التفرغ فهو يريد الحديث عن حبه للقراءة والكتابة.
يقول لي ان اقتناء الكتب هو أكثر ما يسرف فيه" لا أنفق أموالي هنا وهناك. ولا احتاج الكثير. ويقول ضاحكا "اشتري أكواماً من مواد الحلاقة. وعندي بعض الإدمان على شراء الكتب، وحين أدخل الى المكتبات، اخرج عادة بأكداس منها، لكن عدا ذلك فمصروفاتي محدودة جداً. وفي الأوقات الأخرى اعمل معظم الوقت في مشاهد الفيلم"
وماذا عن السيارات؟
" انا لا أقود السيارة. وحالياً آخذ دروساً في تعلم السياقة، فلم يتسنّ لي ذلك حتى الآن. أتمنى لوكان لي إسراف أكثر من هذا لأخبرك عنه. يجب ان أجد جواباً أكثر تشويقاً عن هذا السؤال. لا أرى نفسي أغنى من كل أصدقائي. لا أرى ذلك إطلاقاً. أرى نفسي محظوظاً بشكل لا يصدق.
“والترف الذي يأتي مع المال هو ما يفسح لك المجال لتختار السيناريو الذي تريده دون ان تضطر للعمل على ما لا تريده. وعدد كبير من الأصدقاء الذين أتحدث إليهم يقولون "يا رجل، هذا أسوأ سيناريو رأيته في حياتي، لكني مضطر ان أقوم بالتمثيل فيه لأني أتلقى أجوراً. وأنا غير مضطر لأفعل ذلك. واذا أردت الحديث عن شيء ثمين يتيحه لي المال، فهو هذا بعينه.
ولا يخفي راد كليف ان الكتابة هي ايضاً ترف آخر سمحت له الثروة التي حققها ان ينغمس فيها دون ان يكون مضطراً لبيع أعماله. ويقول "أنا أتمتع بالكتابة فعلاً. وكنت اكتب الكثير من الشعر في صباي. واليوم حين أعود بذاكرتي إليه اعلم أنه لم يكنجيداً لكنه أفادني كثيراً حين كان عمري ١٦ و١٩عاماً. ومازلت اكتب لكني الآن أحاول كتابة سيناريوهات ونصوص سينمائية. وأريد ان أواصل الكتابة يوماً ما بالتأكيد. فأحد التأثيرات الكبيرة في حياتي كان طوني أوساليفان، أستاذي للغة الانجليزية، وهو من ساعدني على ان انظر الى الادب والشعر بطريقة جديدة تماماً ما جعله يبدو مثل متعة تامة بدلاً من شيء مضن ينبغي العمل عليه. وهو ما يزال في حياتي، وهو أستاذ رائع، وأشعر دائماً بالامتنان العميق له لما علّمني . ومن حيث مطالعاتي قرأت مؤخراً أعمالاً غير روائية لكن في الماضي كانت أكثر مطالعاتي من الروايات ".
حياة المشاهير
قبل ثلاث سنوات ترك راد كليف الشرب بعد ان أدرك انه أخذ يعتمد على الشرب ليريح أعصابه، بعد الانتهاء من عمله على المسرح. ومازال لا يشرب وسعيد بكونه غيّر عادته "كنت اعتمد على شرب الكحول لمجرد التمتع به. وبقيت لبضع سنوات مغرماً بفكرة ان أعيش بأسلوب اقرب الى حياة المشاهير، وفي الحقيقة لم تناسبني إطلاقاً".
وهو حالياً يتنقل بين نيويورك ولندن ويعمل في المسرح والعمل السينمائي، "انتهيت تواً من عملي في مسرحية وفي عرض تلفزيوني في المملكة المتحدة. وفي العام الماضي مثلت في فيلمين في كندا، وحالياً أقوم بالترويج لفيلمKill Your Darlings. وأنا على وشك البدء في تصوير فيلم في المملكة المتحدة، من إنتاج فرانكينستاين.
" وقتي مقسم بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ويعجبني العمل في كلا البلدين. وأنا نشأت في العمل في صناعة السينما في بريطانيا، واعتقد أنها صناعة رائعة. ولم تسنح لي الفرصة بعد للعمل في الشرق الأوسط وأحب ان تتاح لي فرص العمل هناك في وقت غير بعيد. وأشعر حالياً بكوني محظوظاً جداً وعملي متوازن.
ولو أخذنا في الحسبان كل ما مرّ به في شبابه ليس من غير المعقول ان نسمي دانيال رادكليف بالممثل المخضرم، في الرابعة والعشرين من عمره. فهو عاش حياته على مرأى من عامة الناس، منذ ان كان في العاشرة من عمره.
أي نصيحة تقدمها لمن يريد الدخول في المهنة، ولمن يتردد في البقاء في مهنة التمثيل؟
اذكر يوم أجريت اول مؤتمر صحفي عن فيلم هاري بوتر في 2001، وقلت لن أقوم إلا بتمثيل الروايتين. وفي اليوم التالي خرجت في الصحف مقالات تقول انه ما كان يجب ان اقوم بالتمثيل، مادام ليس لي مشجعون وانه لن تصبح لي أبداً مسيرة مهنية حقيقية في التمثيل. وحين يكون الإنسان في سن العاشرة ليس ما يحميه من شيء من كل هذا. لذا كانت الفرصة مكافأة بالنسبة لي لأكون جزءاً من فيلم يحظى باهتمام كبير.
ولا اشعر أني في موقع يمكنني فيه ان اقدم نصيحة مع أنني أقوم بهذا منذ زمن. والكل يريد ان ينصح بان العمل في فيلم كبير سيحدّ من مسيرتي لكن في الواقع لو تديره بالشكل الصحيح يمكن ان تصبح منصة انطلاق كبيرة. ولذلك لا ينبغي ان يكون هذا شيئاً يخشاه الممثلون. وأنا متأكد أن "بين آفليك" لا يؤرقه ما يقوله الناس عنه على الإنترنيت وعن قيامه بدور سوبرمان.
في نهاية المقابلة يحضر مرافقوه للذهاب الى موعد آخر. انه يجسّد السحر في شخصيته حتى لوكان يقوم بمجرد التمثيل ،دانيال رادكليف سيبقى ممثلاً لزمن طويل.